منتـــــــدى التعــــــليم الثــــــــانوي بـــــسفـــــيزف



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـــــــدى التعــــــليم الثــــــــانوي بـــــسفـــــيزف

منتـــــــدى التعــــــليم الثــــــــانوي بـــــسفـــــيزف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتـــــــدى التعــــــليم الثــــــــانوي بـــــسفـــــيزف

منـــــتدى خــــاص بالتعــــــليم الثــــــــانوي

المواضيع الأخيرة

» تخصص محروقات وكيمياء
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30

» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالسبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011

» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10

» دروس الاعلام الآلي كاملة
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben

» دروس في الهندسة الميكانيكية
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64

» وثائق هامة في مادة الفيزياء
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah

» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina

» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina

» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud

» les fiches de 3 as* projet I**
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Icon_minitimeالجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11

مكتبة الصور


{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Empty

2 مشترك

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

    myahia
    myahia
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 891
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    الموقع : sba

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Empty {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

    مُساهمة من طرف myahia الأحد أغسطس 21 2011, 14:32

    بسم الله الرحمن الرحيم

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
    د/ يوسف القرضاوي

    الذكر هو القرآن، للأسف وجدنا بعض المغرورين من الدُّخلاء على القرآن وعلى علوم القرآن، ممَّن يدَّعون أنهم يقرءون القرآن قراءةً معاصرة، قراءة جديدة، ويحسبون أن الطبري والزمخشري والرازي وابن كثير والقرطبي وكلُّ مفسِّري المسلمين لم يفهموا القرآن، هم الذين يفهمونه وحدهم...

    حِفْظ القرآن الكريم من التَّغيير والتبديل والزيادة والنقص:

    الذكر هو القرآن، للأسف وجدنا بعض المغرورين من الدُّخلاء على القرآن وعلى علوم القرآن، ممَّن يدَّعون أنهم يقرءون القرآن قراءةً معاصرة، قراءة جديدة، ويحسبون أن الطبري والزمخشري والرازي وابن كثير والقرطبي وكلُّ مفسِّري المسلمين - تفسير بالرواية وتفسير بالدراية - لم يفهموا القرآن، هم الذين يفهمونه وحدهم، ويقولون: أنا أبدأ من الصفر، لا تقل لي: حديث مرفوع، ولا حديث موقوف. ولا تقل لي تفسير ابن عباس. ولا تقل لي: تفسير ابن مسعود ولا غيره. أنا أبدأ من جديد. ويأتوننا بالعجب، ومن العَجَب الذي جاءوا به أنهم قالوا: الذكر شيء، والقرآن شيء، والفرقان شيء .. وهكذا[1].

    الذكر هو القرآن:

    الذكر هو القرآن: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}، وهل نُزِّل عليه شيء غير القرآن؟! حتى المشركين قالوا هذا: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} [ص:8]، {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:44].

    لماذا سُمِّي القرآن ذكرًا؟

    الذكر هو القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} سُمِّي ذكرًا لأنه يُذكِّر بالله وبعبادته، ويُذكِّر ويُذكِّر بالأخلاق وأصول الفضائل، ويُذكِّر بالآخرة، ويُذكِّر بكلِّ ما هو خير، إنه هو التذكير: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:45]، {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى:9]، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17]، هو مُذكِّر، ولذلك سُمِّي ذكرًا.

    كما سُمِّي فرقانًا؛ لأنه يفرِّق بين الحقِّ والباطل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1].

    الردُّ على أصحاب القراءة المعاصرة للقرآن الكريم:

    وهؤلاء يزعمون أنَّ الذكر شيء، وأنَّ القرآن شيء، وأنَّ الكتاب شيء، والقرآن شيء، {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ} [الحجر:1]، الكتاب شيء والقرآن شيء: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل:1].

    ونقرأ في سورة الشورى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت:41]، الذكر هو الكتاب العزيز ليس شيئًا آخر: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت:44]، فهو القرآنُ، وهو الذكرُ، وهو الكتابُ في سياق واحد، ولكنَّ هؤلاء جعلوا القرآن عضين – مفرَّقا - يقرءون القرآن منفصلًا بعضه عن بعض، لا يستحضرون ما وَرَدَ في الموضوع من آيات، ولذلك يقعون في هذه الهاوية من سُوء الفَهم ومن ضلال الفكر، والعياذُ بالله.

    لم يتأهَّلوا لتفسير القرآن، لم يعرفوا القرآن حقَّ المعرفة، لم يعرفوا السنة النبويَّة، وهي بيان القرآن، لم يعرفوا كيف يُفهم القرآن، لم يفهموا أصول الفقه، وما وضعه العلماء من قواعد لحُسْن الفَهم، كيف يُحمل المطلق على المقيَّد، والعام على الخاص، وكيف يفسِّر الواضح غير الواضح، والمفصَّلُ المُجْمَلَ .. إلخ، لم يتأهَّلوا للقرآن، ولكن هذه دعواهم.

    الفرق بين نزَّلنا وأنزلنا:

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}، أي: القرآن، كلمة {نَزَّلْنَا} - كما قلنا - من فوق، أحيانًا {أَنْزَلْنَا}، وأحياناً {نَزَّلْنَا}، إذا رُوعي إنزال القرآن مرَّةً واحدة قال: {أَنْزَلْنَا}، وإذا رُوعي أنه نُزِّل في ثلاث وعشرين سنة نجومًا مفرَّقة على حسب الحوادث، يقال: {نَزَّلْنَا}.

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا} بصيغة المُعظِّم نفسه، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} لم يُنزله أحدٌ غيرنا، ولا يُمكن لأحدٍ أن ينزله: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء:210-212].

    المؤكِّدات على حفظ القرآن الكريم:

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، نحن المتكفِّلون بحفظه، فلا يقدر أحد على الزيادة فيه، ولا النقصان منه، ولا تبديله، بخلاف غيره من الكتب، التي استحفظها الله عباده فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة:44].

    أكَّد الله حفظ القرآن بهذه الصيغة، وعلماء اللغة يقولون: الجملة الاسميَّة أَوْكَد من الجملة الفعليَّة، فإذا أُكدت الجملة الإسمية بـ(إنَّ) كان هذا زيادة في التأكيد، فنحن نقول: إنَّ: حرف توكيد ونصب. تقول: محمدٌ حاضر. وتقول: إنَّ محمدًا حاضر. فهذا توكيد، فإذا أدخلت اللام في الخبر كان هذا زيادة توكيد على توكيد، تقول: إنَّ محمدًا لحاضر. وهنا يقول الله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

    فرق بين أن يقول: (ونحفظه). وبين أن يقول: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. ولم يقل سبحانه: نحن له حافظون. لا إنما قال: {إِنَّا}، ولم يقل: إنا له حافظون. لا، إنما قال: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. وهذا تأكيد في حفظ هذا الكتاب العظيم، كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:83]، {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:41-42].

    تميُّز القرآن الكريم بالحفظ دون غيره من الكتب السماويَّة:

    ولذلك لا يوجد كتاب من الكتب الدينيَّة محفوظٌ كما حُفظ القرآن الكريم، وقد هيَّأ الله سبحانه لحفظ القرآن، أن يُحَفَظ في الصدور والسطور، فهذا القرآنُ محفوظ في الصُّدور، متلوٌّ بالألسنة، مكتوبٌ في المصاحف، يحفظه الآلاف، بل عشرات الآلاف، يحفظون القرآن الكريم كله، حتى الصبيان يحفظون هذا القرآن. هاتِ لي الكتاب المُقدَّس، هل يحفظه الكرادلة والأساقفة والقُسس، هل يحفظون الكتاب المَقَّدس؟ لا يوجد مَنْ يحفظ الكتاب المقدَّس، ولا نصفه، ولا ربعه، إنما يحفظون أجزاء منه.

    القرآن يحفظه الرجال والنِّساء، والكبار والصِّغار، وقد هيَّأ الله تعالى له أسباب الحفظ.

    كتابة القرآن من عوامل حفظه:

    بعض الناس يقول: ما دام الكتاب محفوظًا، فلماذا كتبه الصحابة؟ ولماذا جمعه سيدنا عثمان؟! وهذا من أسباب الحفظ. يحفظه أي: يُهيِّأ له من الأسباب والوسائل ما يجعل هذا القرآن محفوظًا، لا يعتريه تغيير ولا تبديل، ولا حذف ولا نقص. نحن نقرأ القرآن كما كان يقرأه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بِغَنِّه ومدِّه، وحركاته وسكناته. ووضع في هذا: علم التجويد، وعلم مَخَارج الحروف، وعلم القراءات. وهذه العلوم لِيُحْفَظ هذا القرآن، كما أُنزل مُشافهةً، ثم جمع على عهد أبي بكر، ثم كُتب في عهد سيدنا عثمان (مصحف الإمام)، وَوَزِّع على أمصار المسلمين وأقطارهم، ليُقرأ على حرف واحد، حتى لا يختلف فيه المسلمون.

    المُحَافَظَة على الرسم العثماني:

    حتى الآن لا يَجْرُأ أحدٌ أن يُغَيِّر رسم القرآن، تغيَّرت قواعد الرسم وقواعد الإملاء، ولكن بقي القرآن كما هو بالرسم العثماني: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَواْ} [آل عمران:130]، {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَواْ} [البقرة:275]، مكتوبة في القرآن الرِّبَواْ (راء باء واو ألف)، وفي الرسم العادي الربا (راء باء ألف)، هذا مقتضى القواعد، وكذلك كُتب في القرآن بالرسم العثماني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلوةِ} [البقرة:238]، (لام واو وتاء مربوطة) بقي القرآن كما هو، هذا كتاب محفوظ[2].

    مسابقات حفظ القرآن:

    انظر الآن إلى المسابقات التي تُرصد للقرآن الكريم في بلاد الدنيا، شيءٌ هائل، كيف سخَّر الله الناس، وجنَّد هؤلاء في مشارق الأرض ومغاربها؛ ليكافئوا حفَّاظ القرآن بمكافئات سخيَّة، وكيف وُجدت مراكز تحفيظ القرآن في مساجد الدنيا كلِّها، كلُّ هذا تأكيدٌ لوعدِ الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

    إسلام أحد اليهود بسبب حفظ القرآن من التَّغيير والزيادة والنقص:

    ذكر الإمام القرطبي: (كان للمأمون - وهو أمير إذ ذاك - مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة.

    قال: فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال نعم.

    قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع. ووعده. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف.

    قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام. فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألستَ صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى.

    قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببتُ أن أمتحن هذه الأديان، وأنت تراني حسن الخط، فعمدتُ إلى التوراة فكتبتُ ثلاث نسخ، فزدتُ فيها ونقصتُ، وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني، وعمدتُ إلى الإنجيل فكتبت نسخ فزدتُ فيها ونقصتُ، وأدخلتُها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملتُ ثلاث نسخ وزدتُ فيها ونقصتُ، وأدخلتها الوراقين فتصفَّحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.

    قال يحيى بن أكثم: فحججتُ تلك السنة، فلقيتُ سفيان بن عيينة فذكرتُ له الخبر، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عزَّ وجلَّ.

    قال قلتُ: في أي موضع؟ قال: في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل: {مَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة: 44]، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عزَّ وجلَّ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فحفظه الله عزَّ وجلَّ علينا، فلم يضع[3].

    يعني طُلب منهم أن يحفظوا كتاب الله، فوكَّل الله حفظ التوراة إلى الأحبار والرهبان، فلم يقوموا بحقِّ الحفظ، وأضاعوا كتابه فغُيِّر وبُدِّل، أمَّا القرآن فلم يَكِلْه الله إلى أحدٍ، ولم يستحفظه أحدًا، ولكن تولَّى حفظه بنفسه، ولذلك لا يستطيع أحدٌ أن يُغيِّر فيه أو يُبَدِّل. ولذلك لو أنَّ شيخًا كبيرًا مهيبًا من كبار العلماء أو كبار القرَّاء غيَّر أو بَدَّل أمام صِبيان الكُتَّاب لهاج عليه الصبيان.

    كما لاحظت في صباي أنَّ أحد الصبيان قرأ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} قرأها: {وَمَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا رَسُولٌ}، كلُّ الصبيان هاجوا عليه، لا يوجد صلى الله عليه وسلم، القرآن، لا يوجد إلا محمد، {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران:144].

    {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ}

    الربط بين طلب المشركين نزول الملائكة ونزول الكتاب على الرسول:

    كان المشركون يطلبون من النبيِّ صلى الله عليه وسلم على سبيل التَّحدِّي: أن تُنزَّل الملائكة من السماء لتُصدِّقه فيما جاء به، وَرَدّ الله عليهم بأن الملائكة لا تنزل أكثر ما تنزل إلا بالعذاب، واللهُ تعالى لا يريد أن يَسْتأصلهم كما اسْتَأْصَل الذين من قبلهم، عادٍ وثمود.

    {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [الحجر:8]، يقول الله تعالى: نحن نزَّلنا عليكم ما ينفعكم ويهديكم، ويأخد بأيديكم إلى السعادة في الدنيا والآخرة: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، بدل تَنزيل الملائكة بالعذاب نزَّلْنا عليكم القرآن، الذي يأتيكم بالهدى والنُّور[4].



    ---------------------------------------------------------------------

    [1]- @

    [2] - تنظر فتوى الشيخ حول الرسم العثماني من فتاوى معاصرة (2/13). طبعة المكتب الإسلامي، سنة 1421هـ 2000م.

    [3] - تفسير القرطبي (12/ 180- 181).

    [4] - في هذه الاية: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} إجابة على مقولة مطوية قالها أئمة الكفر والجحود في مكة، مفادها: أنَّ محمدًا يزُعُم أنَّ القرآن الذي يتلوه علينا هو ذكرٌ للعالمين حتى آخر أجيال الناس في الأرض، فهل هو يملك إذا مات أن يحفظ هذا القرآن من بعده، دون أن يتعرَّض للضَّياع، أو النِّسيان، أو التَّغيير والتبديل، فأجابهم الله عز وجل على هذا التشكيك بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أي سيقى محفوظًا مهما بقت الأجيال وتوالت القرون ولو كره الكافرون المعاندون.

    مهاجي30
    مهاجي30
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 697
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    الموقع : http://elmcid.moontada.net/

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} Empty رد: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

    مُساهمة من طرف مهاجي30 الخميس سبتمبر 22 2011, 11:37

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19 2024, 14:33